الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سميت هذه الصلاة بالمشيشية نسبة إلى عبد السلام بن مشيش كما ذكر الأخ السائل، ولعله قد اطلع على ألفاظها وما تضمنته كلماتها مما هو منكر إلا أن يتمحل له بضروب التأويل، وإثبات ثواب معين لهذه الصلاة أيضاً لا أصل له، ولا يصح أن يثبت ثواب معين لعمل معين إلا بدليل شرعي صحيح، ولم يرد حديث بهذه الصيغة ولا تحديد ثواب، فهذه أشياء مبتدعة يجب الحذر منها والابتعاد عنها. وأمر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واسع ما دامت لم تحمل مخالفة شرعية ولا اعتقد قائلها لها ثوابا محدداً لم يرد تحديده من الشارع، وقد رويت عن بعض السلف صيغ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لم ترد بألفاظها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنها لا تتضمن معنى خارجا عن معنى الألفاظ الوارد ولم يذكروا لها ثوابا خاصا لم يرد به الشرع، فمن ذلك ما جاء أول الرسالة للإمام الشافعي: ""فصلى الله على نبينا كلما ذكره الذاكرون وَغَفَل عن ذكره الغافلون وصلى عليه في الأولين والآخرين أفضلَ وأكثرَ وأزكى ما صلى على أحد من خلقه ..." انتهى.
فهذه الصيغة لم يرد بها حديث صحيح بألفاظها، ولكن الإمام الشافعي لم يكن يدعى لها ثواباً معينا وليس فيها مخالفة شرعية، وقد وردت في الأحاديث الصحيحة عدة صيغ للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جمعها النووي رحمه الله في صيغة واحدة فقال كما في المجموع: ينبغي أن يجمع ما في الأحاديث الصحيحة السابقة فيقول: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
وهذا على طريقة من يرى من أهل العلم جمع ما روي في أحاديث متفرقة فيقوله كله وهي طريقة النووي وجماعة، ومن أهل العلم من يرى أن تفعل كل سنه على انفراد، لكن يفعل بهذه أحياناً وبهذه أحياناً أخرى، وهي طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة. رحم الله الجميع.
والله أعلم.