الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت الزوجة رشيدة جاز لها التصرف في مالها بما شاءت من هبة أوصدقة أو بيع أو نحوها من أنواع التصرفات التي يقرها الشرع، وليس لزوجها منعها من ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 9116. وكذلك لا حرج على المسلمة في أن تجمع تبرعات لمصلحة الأيتام، وراجعي الفتوى رقم: 27452. وبناء على هذا فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى في الإنفاق على أسرة ابن عمتك أو جمع تبرعات لهم ولو لم يرض زوجك بذلك، لكن مع ذلك ينبغي أخذ رأيه في ذلك وتفهيمه للوضع وأن الذي حملك على ذلك هو طلب الأجر بالإنفاق على أولئك الأطفال الأيتام وليس شيئا آخر، فإن قبل بالأمر فاحمدي ربك على ذلك، وإن لم يقبل فينبغي إخفاء ذلك عنه تفاديا للوقوع في أمر يغضبه. أما بشأن الدعاء له فهذا أمر محمود، بل حق لأموات المسلمين عامة على إخوانهم الأحياء أن يدعوا الله لهم بالمغفرة لقول الحق سبحانه: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ {الحشر: 10}.
والله أعلم.