الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصفات أهل الجاهلية كثيرة ومتنوعة، منها: الشرك بالله والسرقة والزنا ووأد البنات والنياحة والتبرج، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع على ترك هذه الصفات، كما هو وارد في بيعة النساء بعد فتح مكة، وروى الإمام أحمد في مسنده: عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام، فقال: أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى. قال شعيب الأرنؤوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن. وفي أحكام القرآن للجصاص: روى ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، قال: كانت المرأة تتمشى بين أيدي القوم، فذلك تبرج الجاهلية. وقال سعيد عن قتادة: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ يعني ـ إذا خرجتن من بيوتكن، قال: كانت لهن مشية وتكسر وتغنج. ومن الصفات المعروفة في الجاهلية، صفات البطش وقهر الغالب للمغلوب، وهي صفة الجهل التي سمي بها عصر الجاهلية، قال الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا * فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
وكان لبعض أهل الجاهلية صفات حسنة، كالكرم، والوفاء بالعهود، والذب عن المظلوم، وحماية الجار، وقِرى الضيف ونحوها من الصفات الفاضلة المأخوذة عن الرسل السابقين، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. رواه البيهقي في السنن، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.