الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن سرعة الغضب وتصيد أخطاء الآخرين وعدم الصفح عنهم من الأمور التي تكدر صفو الحياة وتحولها إلى جحيم، لأن طبيعة الإنسان مجبولة على الأخطاء، فإذا لم يقدر كل طرف ذلك وخاصة من تربطك به رابطة كالأخوة والزوجية كان التوافق عسيرا أو العشرة مستحيلة، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة. رواه الترمذي.
ومن هنا تعلم أخي أنه كان عليك أن لا تتسرع في الغضب وتكبير الأمور بسبب يحصل مع كل الناس، ولعل هذا الخلاف الذي نشب نتيجة لهذا الحديث جعل هذه الفتاة تفسخ خطوبتك وهو أمر مشروع لها حتى وإن لم يكن عندها سبب، فكيف وقد رأت منك ما خوفها على الحياة معك لو حصل منها أمر آخر!
وعلى كل، فإذا كنت لا تزال راغبا في هذه الفتاة وكانت ذات دين وخلق، فلا مانع من المصالحة معها من خلال أبيها أو من له تأثير عليها من أقاربها.
ولا تلتفت إلى ما أشارت به إليك أمها من أخذ ملابسها والذهاب بها إلى العرافين، فإن ذلك معصية، وانظر الفتوى رقم: 21278.
وأما الدعاء على هذه الفتاة فذلك لا يجوز، لأنه في الحقيقة لم يصدر منها ظلم نحوك، وانظر الفتوى رقم: 21067 وهذا هو السر في عدم استجابة دعائك، وهذا من لطف الله تعالى بعباده حيث إنه يستجيب للمظلوم ولا يستجيب للظالم.
والله أعلم.