الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحل الله للمسلمين ذبائح أهل الكتاب قال تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ{المائدة: 5}. فما ذبحه أهل الكتاب على النحو المعروف من قطع الودجين والبلعوم في المذبوح أو النحر فيما ينحر فهو حل لنا، وما كان منه بطريق الصعق أو الخنق أو نحو ذلك مما يخالف الطريق الشرعية فهو ميتة لا يحل لمسلم أن يطعمها قال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ{المائدة: 3}. فإن كنت تعلمين طريقة الذبح التي تتم بها وأنها طريقة شرعية فلك أن تأكلي من ذبيحتهم، وإن كنت تجهلين طريقة الذبح فلك أن تأكلي منها أيضا استصحابا للأصل إذا كان الذبح الشرعي هو الغالب. وأما إن شككت في طريقة الذبح أوكان الغالب على أهل هذه البلدة أنهم يقتلون ولا يذبحون فلا يحل لك أن تأكلي منها لأن الحكم للأغلب. وما فعلت من نصح زوجك وأمره بالابتعاد عن الحرام هو واجبك، والأحسن أن تترفقي به ولا تثيري غضبه، وتبحثي له عن الأدلة بطريقة لبقة لا تؤدي إلى إثارته، ثم إن كانت اللحوم من النوع المحرم، فلا يجوز أن تتناولاها إلا في حالة الضرورة الشديدة، ومن تناولها في غير ضرورة فهو آثم. وعلى زوجك أن يبتعد عن الإساءة إلى أهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: العلماء ورثة الأنبياء. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.