الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله عز وجل أمر بطاعة الوالدين فيما يأمران به، ولكنه قيد ذلك بما لا يكون فيه معصية لله، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف. وأنه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقد تقدم في فتاوى سابقة أن الاحتفال بالمولد بدعة، وذلك لأنه لم يثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بيوم مولده، ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين، كما في الفتوى رقم: 1888.
وصنع الطعام وإقامة الولائم في هذه المناسبات البدعية من البدع المكروهة، واعتزال أهلها عند ذلك والامتناع عن مشاركتهم فيها من الإنكار المطلوب شرعاً، كما تقدم في الفتوى رقم: 32461.
فيكون امتناعك عن إحضار حلويات المولد من هذا القبيل ولا يعد امتناعك عقوقاً لأمك، وعليك أن تنصح أمك برفق وأن تدلها على الخير وأن تكون باراً بها متودداً إليها مفهما لها أن عصيانك لها في هذا الأمر إنما هو لمخالفته لأمر الله، فشكر الله لك حرصك على السنة، والنفور من البدع والمحدثات، ونسأل الله لك الثبات والرشد، والله نسأل أن يشرح صدر أمك للحق وأن يعينك على أمر دينك.
والله أعلم.