الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة الاستخارة سنة عندما يريد الشخص الإقدام على أمر مباح، والحديث الدال على مشروعيتها رواه البخاري وغيره، ولم نقف في كلام أهل العلم على ما يدل صراحة على عدم جواز الجمع بين أمور متعددة في الاستخارة الواحدة، فقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وفيه استحباب صلاة الاستخارة لمن همَّ بأمر سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا. انتهى.
وقال العيني في عمدة القارئ: ويسمي أي يعين حاجته، مثل أن يقول: إن كنت تعلم أن هذا الأمر من السفر أو التزوج أو نحو ذلك. انتهى، وقال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: إذا هم أي قصد بالأمر من نكاح أو سفر أو غيرهما مما يريد فعله أو تركه. انتهى.
وعليه، فينبغي أن تسمي الأمر الذي هممت بفعله كالبقاء في بلد ما، فتقول: اللهم إن كنت تعلم أن بقائي في هذا البلد خير لي في ديني ومعاشي.. إلى آخر ما ورد من الحديث وهكذا تسمي من الحاجات غير ذلك، والأولى في حقك أن تستخير الله تعالى في كل أمر من أمورك على حدة لما في ذلك من السهولة، إضافة إلى تعدد الصلاة والدعاء، وفي ذلك من البركة والخير ما لا يخفى، وإن جمعت في الاستخارة بين حاجات متعددة فلم نقف على ما يدل على المنع من ذلك، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 34882.
والله أعلم.