الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحياة نعمة عظيمة ومنة من الله تعالى، تستحق الشكر والثناء لواهبها سبحانه وتعالى الذي جعلها فرصة وسببا في سعادة المرء في هذه الدار وجعلها مزرعة للآخرة، فإن أحسن الإنسان فيها جوزي أحسن الجزاء في الدار الآخرة، كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2}، وقال صلى الله عليه وسلم: خير الناس من طال عمره وحسن عمله. رواه الترمذي وغيره.
والحياة في هذا العصر الذي ظهرت فيه غربة الإسلام وغياب العدالة وطغيان الباطل.. وانتشار الفساد بإمكان المسلم أن يوظفها في خدمة دينه والدعوة إليه والجهاد في سبيله.... فيحول الآلام إلى آمال والتعب والنصب.... إلى راحة نفسية وطمأنينة قلبية ، فيرد الأمر إلى الله تعالى بعد أن يعمل المستطاع ويعمر قلبه بذكر الله تعالى وعظمته.... ويرضى بقضائه وقدره، وبذلك ينال السعادة والرضى، وبذلك يعلم يقيناً أن الحياة نعمة في أي عصر كانت لا يمنحها إلا الله سبحانه وتعالى، وأن أمر المؤمن كله له خير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.
والله أعلم.