الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليكم بنعمة التوبة والهداية إلى صراطه المستقيم، أما هذه المرأة فإن كانت قد اختلطت وذهب عقلها فقد رفع عنها القلم حتى تفيق، فإن أفاقت وأدركت فالواجب عليها التوبة مما أسلفت قبل اختلاطها، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أصحاب السنن والإمام أحمد.
وإن كان لهذه المرأة مال وجبت زكاته.
وإن استقر وجوب الحج على هذه المرأة قبل أن يذهب عقلها فالواجب أن يحج عنها من تركتها إذا ماتت.
وكذلك ينفعها دعاؤكم الصالح لها بأن يعفو الله عنها، وأن يتجاوز عن سيئاتها، وأن يعتقها من النار.
ولكم أن تتصدقوا عنها، وأن توقفوا أوقافا يعود ثوابها إليها، ومن ذلك طباعة كتب العلم، وحفر الآبار، وبناء المساجد، وكفالة الأيتام ونحو ذلك.
وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24558، 42099، 50687.
هذا، وقد يكون فيما أصاب هذه المرأة من الجنون وذهاب العقل تكفير لسيئاتها ومحو لخطاياها، وانظري الفتوى رقم: 46324.
هذا، ونسأل الله الكريم أن يغفر لها وأن يتقبل بركم بها وهي في هذه الحال، وهو وسيلة لدخولكم الجنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة.
والله أعلم.