الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا أمكن الجمع بينك وبين زوجتك في مكان واحد بحيث يتمكن كل منكما من مواصلة دراسته فذلك أفضل لتحقق المصالح كلها بذلك. أما إن تعذر الجمع بين البقاء معك والدراسة ولا تستطيع الصبر عن الحرام فاطلب من زوجتك أن تقيم معك، والواجب على زوجتك طاعتك في ذلك لأنه من المعروف ما لم تكن اشترطت إكمال دراستها، وقد قال النبي صلى عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. وقال صلى الله عليه وسلم في شأن حق الزوج على زوجته: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي. وفي المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده؛ لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه.
وننبه إلى أن محل ما ذكرنا من محاولة الجمع بين الدراسة والبقاء معك هو أن تكون تلك الدراسة في نفسها جائزة، خالية من المحرمات، مثل: الاختلاط بالرجال والتعرض للفتنة وعدم الالتزام بالحجاب ونحو ذلك.