الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاللعب بالنرد محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه. رواه مسلم. والنردشير هو النرد، عجمي معرب، و(شير) معناه حلو. وعند أبي داود وابن ماجه: من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله. ولا فرق بين النرد وبين الألعاب الأخرى التي فيها قمار أو تؤدي إلى ترك شيء من الواجبات أو يضيع فيها الوقت من غير فائدة. والمال الحاصل من الحرام يكون حراما مثله، وله عواقب وخيمة، منها الحرمان من إجابة الدعاء، كما صح بذلك الحديث، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم".. وذكر الرجل أشعث أغبر، يطيل السفر، يمد يده إلى السماء يقول: يا رب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.
ومن آثار أكل الحرام مرض القلب أو موته الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد في الصحيحين عن النعمان بن بشير فإنه قال في أوله: الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات.. ثم قال في آخر الحديث: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله.. " الحديث. فإن في ذلك إشارة ظاهرة إلى الارتباط بين صلاح القلب وفساده، وبين أكل الحرام أو الحلال.
وأما عن الحكم الشرعي، فإن أهل العلم يقررون أن من كان له مال مختلط من الحلال والحرام، فإنه يجوز الأكل من ماله، وتجوز سائر وجوه معاملته، ومن تمحض ماله من الحرام لم يجز معه شيء من ذلك. ومعلوم أن دخل والدك لم يتمحض من الحرام، وإنما هو مختلط، فعليه؛ فيجوز لك أن تأكل من ماله، وإن كان الأولى ترك ذلك، وراجع الفتوى رقم: 7707.