الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من واجب الصداقة بين الأصدقاء أن يتواصوا بالحق والصبر، وأن يتعاونوا على البر والتقوى. قال الله تعالى: وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{العصر:1ـ3}. وقال: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. وفي الحديث القدسي: قال الله تعالى: حقت محتبي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتصاحبين في. رواه الحارث في مسنده وابن حبان وصححه الألباني. وبناء عليه، فعليك بالسعي في هداية صديقك وجلبه إلى مجالس العلم وربطه بالمساجد وأهل الخير، واستعن عليه بمن تعرفه من الأصدقاء الطيبين، وأعره ما تيسر من الكتب والأشرطة النافعة، وبين له حرمة الخلوة والاختلاط بالنساء وحاوره حتى تقنعه بالعدول عن حاله، وأكثر الدعاء له بالهدى والاستقامة، وتحرز من أن يجرك إلى الانحراف، لأن الصديقين دائما يتأثر أحدهما بالآخر، فاحرص على أن تكون مؤثرا وهاديا ومرشدا للخير. ففي الحديث: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري. وإذا كنت تخاف على نفسك أن تتأثر به فترجع إلى المعاصي فدعه وشأنه، ويمكنك الاطلاع على المزيد في الموضوع عند تصفح الفتاوى التي في موقعنا وخاصة التي لها تعلق بالدعوة إلى الله تعالى ومصاحبة الأخيار والبعد عن الأشرار.