الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله أن هداك للالتزام، ووفقك للتوبة، فهذه أعظم نعمة يمن بها الله سبحانه على عبده، وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ {الأعراف:43}، ونحمده تعالى أن أراك الحق وبصرك بالصواب لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم أبشري أخيتي بكل خير فالله سبحانه حين أنقذك من الضلال إلى الهدى، ومن المعصية إلى الطاعة أراد بك خيراً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
فثقي بأن من منحك نعمة الهداية التي هي أعظم منحة سيمنحك إن شاء الله ما دونها من النعم، ومن ذلك الزوج الصالح؛ ولكن ينبغي لك فعل أمور:
أولها: الدعاء -فالدعاء هو سلاح المؤمن- أن يقدر لك الله سبحانه الزواج بهذا الشاب إن كان فيه خير لك، ولا تنسي صلاة الاستخارة ففيها دعاء خاص بمثل هذا الطلب.
ثانيها: تقوى الله عز وجل، فقد وعد سبحانه من اتقاه أن يجعل له مخرجا: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
ثالثها: الرضا بما قسم الله لك فالخير فيما اختاره الله.
رابعها: العمل بما توفر وتيسر لك من الأسباب. كأن تنظري في أرجى عائلتك قبولا بهذا الشاب فتكلميه، أو تطلبي من الشاب أن يكلمه، فإذا اقتنع يقوم بإقناع من هو أرجى العائلة عنده في القبول بالشاب ثم يكلم الاثنان من هو الأقرب من الباقين بالقبول، فإذا اقتنع من العائلة جماعة سيشكلون ضغطا على الباقين بالقبول.
فهذه إحدى الوسائل التي يمكنك استعمالها إن كانت تتناسب مع واقع عائلتك، وبإمكانك مشاورة من هم أقرب إليك وأعرف بطبيعة عائلتك ومجتمعك ليسدي إليك النصح، ويمكن للشاب الاستعانة على أهلك بمن له وجاهة ورأي عندهم، ونحن ندعو الله عز وجل أن ييسر لك الزواج من هذا الشاب الملتزم، وأن يجعل فيه خيرا لك في دنياك وأخراك.
والله أعلم.