الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدم الأول الذي نزل قبل رمضان بشهر والذي هو خمسة أيام هو دم الحيض، وأما الدم الثاني فليس كله دم حيض، بل إن منه ما هو دم فساد، لأننا لو ضممنا مدة الدم الأول وهي خمسة أيام مع ما بينهما من الطهر فإنه يجاوز أكثر مدة الحيض التي هي خمسة عشر يوما، ويصبح المجموع ثمانية عشر يوما، فتكون المرأة مستحاضة، وعند الاستحاضة ترجع المرأة إلى التمييز، فما ميزته أنه دم حيض فهو دم حيض.
وأما الدماء المتقطعة التي أتتك بعد ذلك وتجاوزت خمسة عشر يوما واستمرت متقطعة دون أن يحصل بينها طهر أقله خمسة عشر يوما فإنك في هذه الحالة ترجعين إلى التمييز أيضا، فإن ميزت دم الحيض من غيره فما ميزت أنه دم الحيض فهي حيضتك، وما لا، فدم فساد، وذهب بعض أهل العلم إلى أنك ترجعين إلى أيام عادتك، وكلا القولين معتبر، ولا حرج عليك في الأخذ بواحد منهما، والواجب عليك بعد أن عرفت هذا قضاء الصلوات التي تركتها في الأيام التي كانت دم فساد واعتبرتها دم حيض.
والله أعلم.