الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمدرس أن يعطي الطالب ما لا يستحق من الدرجات، فإن هذا من الخيانة والظلم، والمدرس راع على طلابه، وهو مسئول عن هذه الرعية، فلا يجوز له أن يبخس أحداً حقه، كما لا يجوز له أن يعطي إنساناً فوق حقه.
وإذا كان مستوى الطالب لا يؤهله للنجاح، فالسماح له بالغش أو محاباته في الدرجات، أو تخفيف الأسئلة عنه لينجح خيانة ظاهرة، بل غش للأمة، يفضي إلى تخريج عدد من حملة الشهادات المزيفة، التي لم يحصلوا عليها بجدهم واجتهادهم، وهذا سبب من أسباب تخلف المسلمين وضعفهم، وهو مفض إلى توسيد الأمر لغير أهله.
والحاصل أن هذا العمل محرم، وأنه يجب عليك أن تنكر هذا المنكر وتبرأ منه، وأن تنصح إدارة المدرسة، فإن حصلت الاستجابة فالحمد لله، وإلا كان الواجب عليك أن تدع هذا العمل المحرم، وأن تنتقل منه إلى غيره.
واعلم أن الأمر خطير، وحسبك ما رواه البخاري عن معقل بن يسار أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة".
وهو عند مسلم يلفظ: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".
وما رواه النسائي وابن حبان بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".
والله أعلم.