الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننصحك بالدعاء لهذا الولد بالصلاح والهداية، وذلك لما ثبت أن دعاء الوالد مستجاب بإذن الله تعالى، أخرج أحمد وأبو داود وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة الوالد ودعوة المسافر. أما فيما يتعلق برغبة ابنك بالزواج من تلك الفتاة مع كراهة أبويه لذلك فالحكم أن الزواج إن تم مستوفي الشروط فصحيح، لكن الإقدام عليه على هذه الصورة معصية لأن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، والزواج من تلك الفتاة بعينها غير واجبٍ، والواجب مقدم على غيره عند التعارض.
هذا وندعو إلى معالجة هذا الأمر بحكمة، بما يضمن بر هذا الولد لأبويه، ولا يتم ذلك إلا بالنظر إلى الدوافع التي جعلتكم تكرهون زواج هذا الشاب من تلك الفتاة التي رغب فيها، فإن كان ذلك لسبب وجيه ككون الفتاة غير متدينة ولا صاحبة خلق، وغلب على ظنكم أنها سحرته فهنا لا مانع من الإصرار على عدم الموافقة على إتمام هذا الزواج، وفك السحر بالطرق الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 5252.
أما إذا فرض أن هذه الفتاة لا عيب فيها سوى أنها دونكم في المستوى الاجتماعي فالحق أن هذا ليس عذراً وبالتالي منعكم لابنكم من الزواج بهذه الفتاة على هذا الوجه سبب في عدم بره بل هو العامل الذي جرأه على تطاوله على أمه والعياذ بالله تعالى، ومن هنا فإننا ننصح بعدم التعويل على المستوى الاجتماعي كمعيار لقبول أو رفض الفتاة، إنما المعول عليه -كما تقدم- هو الدين والخلق. ونسأل الله أن يهدي ابنك وأن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.