الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فللتعرف على حكم العشق وعلاجه راجع الفتوى رقم: 9360. وسؤالك يشتمل على عدة مسائل:
المسألة الأولى: وهي الدعاء لك ولمعشوقتك أثناء السجود، فالأولى أن تبدأ بالدعاء لنفسك، فقد حكى الله تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه بدأ بالدعاء لنفسه ثم لغيره، حيث قال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم: 41} كما حكى الله تعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام دعاءه قائلا: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا {نوح: 28}
المسألة الثانية: وهي الدعاء لكما عند ذكر الجنة -مثلا- في الصلاة، وقد بينا مذاهب أهل العلم في المسألة، وذلك في الفتوى رقم: 61270.
المسألة الثالثة والرابعة: وهما تخصيص صلاة للدعاء المذكور، وهذا لا حرج فيه.
المسألة الخامسة: لا ثواب لك فيما تقوم به من ترك للمعاصي إن كنت تتركه للمقصود الذي ذكرته فقط، فإخلاص النية شرط في قبول العمل، فالله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا له سبحانه وتعالى، فجاهد نفسك لتجنب الحرام خوفا من عقاب الله ورجاء ثوابه، واجعل أعمالك كلها خالصة لوجه الله تعالى، ولا بأس أن يكون ذلك من جملة المقصود، وراجع الأجوبة التالية أرقامها: 40090، 49482، 30366. ويجب غض البصر عن كل ما يحرم النظر إليه.
المسألة السادسة: الأفضل في الاستغفار أن يكون بأنامل اليد اليمنى، لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه، كما في الفتوى رقم: 58737. ولا مانع من قولك: اللهم اغفر لها. وإن كان الأفضل كونه بالأصابع لأنها تشهد على صاحبها بما عمل بها يوم القيامة، والوسائل المعينة على الخشوع في الصلاة سبق تفصيلها في الفتوى رقم: 9525.
وفي الختام فإننا ننصحك ونؤكد عليك أن يكون تعلق قلبك بالله تعالى وبما يقرب منه ويجلب لك رضوانه، ولا تعمر قلبك بمخلوق زائل، فإنه لا ينفعك ولا يضرك، وقد يكون تعلق قلبك به على حساب تعلقه ببارئه ومن إليه مصيره.
والله أعلم.