الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن هذا القول ليس فيه إثم إن شاء الله تعالى، وليس هو من باب التألي على الله تعالى الذي جاء في الحديث ذمه والنهي عنه.
فقد روى مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك. أو كما قال.
وفي مصنف ابن أبي شيبة عن ابن مسعود: ومن يتألى على الله يكذبه.
وفرق بين أن يفضل الشخص بعض أهل العلم على بعض حسب علمه، وبين من يحلف أن الله تعالى لا يغفر لفلان العاصي.
فقد كان أهل العلم قديما وحديثا يفضلون بعض العلماء والرواة ..على بعض في كثرة العلم والضبط والإتقان والرواية والورع.. تجدين ذلك عند المحدثين والفقهاء والأصوليين.
وعلى ذلك، فلا مانع شرعا إن شاء الله في تفضيل بعض العلماء على بعض؛ وخاصة إذا كان ذلك لغرض شرعي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان أحدكم مادحا فليقل: أحسب فلانا والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا.. الحديث في الصحيحين وغيرهما.
ولا شك أن الإمام الحافظ ابن حجر من علماء هذه الأمة الكبار الذين يستحقون الترحم عليهم وذكر محاسنهم، ولكن ذلك لا يعني تقليلا من شأن غيره.
والله أعلم.