الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع من الدعاء للنفس أو للغير بمثل هذا الدعاء، وهذا في هذا المقام من القول الحسن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به لنفسه وللمؤمنين.
فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي النحل، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، ثم قال: أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ علينا: قد أفلح المؤمنون حتى ختم العشر
والمسلم يسأل الله تعالى من الخير كله، ويستعيذ به من الشرك كله لنفسه ولإخوانه، وإن كان يعلم أن الله تعالى لا يهين ولا يعذب عباده الصالحين، ولكن من الذي يضمن له أنه لا ينزلق في معصية يستحق بها غضب الله تعالى وعقابه، وهو المخطئ المقصر المعرض للفتن والابتلاء في هذه الحياة.
لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد والترمذي.
ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46298.
والله أعلم.