الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن وجود الخلاف بين الزوجين أمر عادي وظاهرة طبيعية قلما تنجو منها أسرة بحكم اختلاف الطباع، والسبيل القويم لاستمرار سفينة الحياة الزوجية هو التغلب على تلك المشكلات والصفح عنها ما أمكن، والنظر بجد من الطرفين في حل العويص منها، ولا يتم ذلك إلا بالرجوع إلى الأسباب المنشئة للخلاف أو المحاولة بصدق في حلها.
ومن هنا ندعوك إلى أنه إن كان سبب الخلاف المذكور بينك وبين زوجتك هو رفضها للسكنى مع أمك في بيت واحد فحل هذا سهل وهو تلبية طلبها بإسكانها في بيت مستقل ولو بالإيجار، وقد نص أهل العلم أنه حق للزوجة على زوجها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 34802.
هذا، ونشير إلى أن عصيان هذه المرأة لزوجها وخروجها إلى أهلها من غير إذن زوجها هو معصية لله تعالى يجب عليها التوبة منه، وإلا فهي تعتبر في حكم الناشز، الذي سبق بيانه في الفتوى رقم: 9904.
وليعلم أهلها أنهم بتحريضهم لابنتهم على عصيان زوجها يقعون في ذنب خطير وهو التخبيب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها.
وعلى العموم فالذي ننصحك به أنه إذا لم تستجب هذه المرأة للصلح، وأصرت على موقفها من عدم الرجوع إلى بيتك وعدم السماح لك برؤية ابنتك هو اللجوء إلى المحاكم الشرعية لحل هذه المشكلة.
والله أعلم.