الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقتال فعال من القتل، قال ابن منظور: القتل معروف وبابه نصر وتقاتلا وقتله قتلة سوء بالكسر، ومقاتل الإنسان المواضع التي إذا أصيبت قتلته يقال مقتل الرجل بين فكيه... والمقاتلة القتال وقاتله قتالا وقتالا.
فبان من هذا أن القتال يتضمن قصد القتل، سواء وجد هذا المقصود أو لم يوجد، وليس بعيداً من هذا ما في أحكام القرآن للجصاص، إذ يقول: القتال هو الصد عن الشيء بما يؤدي إلى القتل.
وأما الجهاد فيأتي بمعنى القتال، وقد يأتي بمعان أخرى لا تتضمن معنى القتل، فهو إذا أعم من القتال، ولك أن تراجع في معاني الجهاد الفتوى رقم: 54245.
والمدينة والقرية قد تأتيان بمعنى واحد كما هو الحال في الآيتين اللتين أشرت إليهما، قال الشوكاني في فتح القدير عند تفسير قول الله تعالى: وأما الجدار فكان لغلامين يتيمن في المدينة، قال: وأما الجدار يعني الذي أصلحه فكان لغلامين يتيمين في المدينة هي القرية المذكورة سابقاً، وفيه جواز إطلاق اسم المدينة على القرية لغة.
والله أعلم.