الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على خبر مصحح في أن الملائكة ستسأل يوم القيامة، ومثل هذا الموضوع لا يقال فيه بالرأي والاجتهاد، لأنه من الأمور الغيبية التي لا يمكن الإجابة عنها إلا بتوقيف من الشارع، وقد ورد في بعض الكتب التي لا تلتزم صحة النقل أن الملائكة تسأل عن الرسالات التي أمرت بتبليغها، ففي تفسير القرطبي وقيل: المعنى فلنسألن الذين أرسل إليهم أي الأنبياء، ولنسألن المرسلين أي الملائكة الذين أرسلوا إليهم. ونحو هذا الكلام في فتح القدير.
وفي كتاب العظمة لعبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني أبو محمد قال: سمعت وهيب بن الورد رحمه الله تعالى يقول: بلغني أن أقرب الخلق من الله عز وجل إسرافيل العرش على كاهله، قال: فإذا نزل الوحي دلي لوح من تحت العرش، قال: فيقرع جبهة إسرافيل فينظر فيه فيدعو جبريل فيرسله، فإذا كان يوم القيامة أتي بإسرافيل، قال: مؤمل هكذا حفظي إسرافيل، وقال بعض أصحابنا: اللوح ترعد فرائصه، فيقال: ما صنعت فيما أدى إليك اللوح؟ فيقول: بلغت جبريل، فيدعى جبريل ترعد فرائصه، فيقال: ما صنعت فيما بلغك إسرافيل؟ فيقول: بلغت الرسل، فيؤتى بالرسل ترعد فرائصهم، فيقال: ما صنعتم فيما أدى إليكم جبريل؟ فيقولون: بلغنا الناس، قال: فهو قوله عز وجل فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين* فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين.
والله أعلم.