الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في أبواب جهنم قول الله تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ {الحجر:43-44}، وثبت في الحديث: الجنة لها ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب. رواه ابن سعد وصححه الألباني.
وقال البيهقي في الشعب: وروينا في حديث مرسل أنها سبعة أبواب: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية.
وقد ذكر الطبري وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم عدة آثار عن الصحابة والتابعبين فيها فليرجع إليها.
وأما الحديث الذي ذكره السائل فقد ذكره القرطبي في التفسير بدون سند، وذكره ابن رجب في كتابه التخويف من النار وبين ضعفه فقال: وخرج الثعلبي في تفسيره بإسناد مجهول إلى منصور بن عبد الحميد بن أبي رباح عن أنس عن بلال أن أعرابية صلت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية لكل باب منهم جزء مقسوم فخرت مغشياً عليها فلما أفاقت قالت: يا رسول الله كل عضو من أعضائي يعذب على كل باب منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل باب منهم جزء مقسوم يعذب على كل باب على قدر أعمالهم فقالت ما لي إلا سبعة أعبد أشهدك أن كل عبد منهم لكل باب من أبواب جهنم حر لوجه الله عز وجل فجاء جبريل فقال: بشرها أن الله قد حرمها على أبواب جهنم.
قال ابن رجب: وهذا الحديث لا يصح مرفوعاً ومنصور بن عبد الحميد قال فيه ابن حبان لا تحل الرواية عنه.
والصحيح ما روى مخلد بن الحسن عن هشام بن حسان قال: خرجنا حجاجاً فنزلنا منزلا في بعض الطريق فقرأ رجل كان معنا هذه الآية لها سبعة أبواب فسمعته امرأة فقالت أعد رحمك الله فأعادها فقالت: خلفت في البيت سبعة أعبد أشهدكم أنهم أحرار لكل باب واحد منهم خرجه ابن أبي الدنيا. انتهى.
والله أعلم.