الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
فلا يجوز للمسلم أن يطيع غيره في فعل ما حرم الله من إيذاء المسلمين وأكل أموالهم بالباطل، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء: 29}. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال مسلم إلا بطيب نفسه. أخرجه أحمد وصححه الألباني.
ومن أطاع غيره في فعل ما حرم الله كان آثما وعاصيا يتحمل وزر ما أقدم عليه ولا يدخل ذلك في الإخلاص في العمل، وإنما هو غش وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم. وكونه غشا لأنه لم يمنع أخاه من الظلم ولم ينصح له، والنبي يقول: انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل يا رسول الله: أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجره أو تمنعه من الظلم. متفق عليه واللفظ للبخاري.
وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2} فلا يجوز للطبيب فعل ذلك، وإذا كان طبيعة العمل تتطلب منهم القيام بذلك وجب عليهم تركه والبحث عن عمل آخر مباح، وليوقن أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 3}.