الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
وقال أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي في شرح معاني الآثار: عن أبي موسى الأشعري: قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فقال: إذا كبر الإمام فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، يسمع الله لكم فإن الله عز وجل قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: سمع الله لمن حمده. انتهى.
وقال الباجي في المنتقى: قال الشيخ إسحاق إن قول الإمام سمع الله لمن حمده على معنى الدعاء، فمعناه اللهم اسمع لمن حمدك فيقول المأموم اللهم ربنا ولك الحمد كالداعي والمؤمن. إلى أن قال الباجي: إذا ثبت ذلك فإن قول المصلي سمع الله لمن حمده يحتمل الإخبار عن ذلك على وجه الإذكار لمن معه من المأمومين، إذ الصلاة مبنية على الجماعة، ويحتمل أن تكون بمعنى الدعاء أن يسمع الله لمن حمده ويكون معنى يسمعه أي يثيبه ويتقبل منه.
وقول المأموم اللهم ربنا ولك الحمد معناه المبادرة إلى فعل ما دعا إليه والعمل بما دعا له أي يثاب عليه ويتقبل منه. انتهى.
وعليه، فقول المصلي: (سمع الله لمن حمده ـ ربنا ولك الحمد) كلها ألفاظ ثابتة في السنة الصحيحة ومشتملة على الدعاء والتأمين عليه. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 21115 والفتوى رقم: 20981.
والله أعلم.