الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جمال يوسف عليه السلام ثابت كما في قوله تعالى: وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ {يوسف:31}، قال الشوكاني: نفين عنه البشرية لأنه قد برز في صورة قد لبست من الجمال البديع ما لم يعهد على أحد من البشر. فإنه عليه السلام قد أوتي نصف الحسن كما ثبت في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم لما أسري به ووصل السماء الثالثة قال: فإذا أنا بيوسف عليه الصلاة والسلام وإذا هو قد أعطي شطر الحسن.
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عنه أنه كان أحسن الناس وجهاً، ففي الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه سئل: أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف، قال: لا بل مثل القمر. قال الحافظ ابن حجر وهو يشرح حديث المعراج عند قوله صلى الله عليه وسلم في يوسف: أوتي شطر الحسن. قال الحافظ: لكن روى الترمذي من حديث أنس: ما بعث الله نبياً إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجهاً وأحسنهم صوتا. فعلى هذا فيحمل حديث المعراج على أن المراد غير النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده قول من قال: إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه، وأما حديث الباب فقد حمله ابن المنير على أن المراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبيناً صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. انتهى.
وبناء على ما تقدم فإن يوسف قد أوتي شطر الحسن والنبي صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس وجهاً بما في ذلك يوسف، ولم يرد تحديد لذلك الحسن، فيقتصر على ما ورد في السنة ولا يزاد عليه، وأما العبارة التي ذكرت في السؤال من كون جمال يوسف نصف الكون وجمال النبي صلى الله عليه وسلم ربع الكون فهي غير دقيقة والصواب ما ذكر.
والله أعلم.