الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المستحب الدعاء للزوجين بالبركة والخير بعد عقد النكاح بدليل فعله صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء، ففي المغني لابن قدامة: ويستحب أن يقال للمتزوج بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير وعافية. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عبد الرحمن أثر صفرة فقال: ما هذا، فقال: إني تزوجت امرأة على نواة من ذهب، فقال: بارك الله لك أولم ولو بشاة. متفق عليه. انتهى.
وفي أسنى المطالب ممزوجاً بروض الطالب لزكريا الأنصاري الشافعي: ويستحب الدعاء لهما: أي الزوجين بالبركة بعد العقد فيقال بارك الله لك وبارك عليك والجمع أي وبالجمع بخير فيقال جمع الله بينكما في خير لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ من تزوج قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير. انتهى.
وقال الدردير المالكي في شرحه لمختصر خليل أثناء ذكره لبعض الأمور المستحبة: والدعاء له أي العروس عند العقد والبناء نحو بارك الله لكل منكما في صاحبه وجعل منكما الذرية الصالحة وجمع الله بينكما في خير وسعة رزق. انتهى.
وفي المصنف لابن أبي شيبة: أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من بني جشم فدعاهم فقالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا تقولوا ذاك، قالوا: كيف نقول يا أبا يزيد، قال: تقولون: بارك الله لك وبارك عليك فإنا كنا نقول أو نؤمر بذلك. انتهى.
وعليه فالدعاء للزوجين بعد العقد مستحب من العاقد وغيره، ورفع اليدين في الدعاء مستحب إلا في المواضع التي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فيها ولم يرفع يديه فيها، كما في الفتوى رقم: 32283.
والله أعلم.