الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله: ستر ما بين عورات بني آدم والجن إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: بسم الله. رواه الطبراني في الأوسط من حديث أنس بن مالك، وحسنه المناوي وصححه الألباني.
وأما الزيادة على ذلك فلم تثبت، قال المناوي في فيض القدير: ظاهره أنه لا يزيد الرحمن الرحيم. وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: ولا يزيد الرحمن الرحيم لأن المحل ليس محل ذكر ووقوفا مع ظاهر هذا الخبر. وقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة بزيادة: الذي لا إله إلا هو. ولفظه: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه: بسم الله الذي لا إله إلا هو. إلا أن أئمة الحديث الذي تكلموا على الحديث لم يصححوا هذه الرواية، لأن في سندها عبد الرحيم بن زيد العمي، قال الألباني في ثنايا تخريجه لهذا الحديث: وتابعه أيضاً عبد الرحيم بن زيد العمي وهو كذاب.
فلم يصح عند وضع الثياب إذاً إلا قول (بسم الله) وزيادة الرحمن الرحيم لا إله إلا الله لا شريك له لا إله إلا هو. لم تثبت على حد علمنا، وروى الترمذي وابن ماجه الحديث من مسند علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله. وصححه مغلطاي والألباني وحسنه السيوطي والمناوي.
ويستفاد من هذه الروايات سُنية قول (بسم الله) عند وضع الثياب عموماً، وليس عند دخول الخلاء فقط، قال علي القارئ في المرقاة: الحكم عام ثم الظرف قيد واقعي غالبي للكشف المحتاج إلى الستر بالبسملة المتقدمة، لا أنه احترازي، فإنه ينبغي أن يبسمل إذا أراد كشف العورة عند خلع الثوب أو إرادة الغسل.
وأما ضحك الشيطان على من لم يفعل ذلك فلا نعلم دليلاً يدل عليه.
والله أعلم.