الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشارع حذر من تنفير الناس من الدين، كما في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ وأبى موسى: بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا.
وحض على دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة والجدل بالحسنى، قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {هود: 125}.
وبناء عليه، فإن تنفيير الشخص للناس من الدين بسبب سوء أخلاقه أو سوء تصرفه في خطابه الدعوي خطأ، وأما إن كان متمسكاً بما ثبتت مشروعيته ونفر الناس منه بسبب جهلهم بالدين أو بعدهم، أو كان ذا غيرة على الدين ينهى الناس عما يراهم يقترفونه من المنكرات عملا بأمر الله لنا بالنهى عن المنكر فنفر الناس منه، فإنه لا شيء عليه في هذا، فقد نفر الناس من الرسول وتعجبوا أن جاءهم منذر منهم، وقالوا: أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ.
ولكنه يتعين على الداعي توخي الأصلح وما يقرب الناس من الدين واستخدام أحسن الأساليب المشروعة مع التزامه التام بالمنهج الحق.
وراجع الفتوى رقم: 53773.
والله أعلم.