الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دمت قد صليت سنة الاستخارة كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فليطمئن قلبك ولتعلم أن ما يسره الله تعالى لك وقدره عليك هو الذي فيه لك الخير في الدنيا والآخرة.
فامض في سبيلك ولا داعي للتردد والقلق، فلن تفعل إلا ما فيه الخير لك إن شاء الله تعالى، وعليك أن ترضى بذلك وتطمئن إليه، وتتوكل على الله تعالى الذي استخرته. فالله تعالى هو الذي اختار لك ويسر لك وقدر عليك فارض بذلك، وإلى هذا يشير الأثر الذي ذكرت عن وهب بن منبه.
ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 1775.
وأما السفر يوم الجمعة، فإن كان قبل الزوال فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وذلك الراجح من أقوال أهل العلم، وذلك لما رواه أبو داود وابن أبي شيبة في المصنف عن الزهري أنه أراد أن يسافر يوم الجمعة ضحوة فقيل له في ذلك فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم سافر يوم الجمعة.
وأما حديث: من سافر يوم الجمعة دعا عليه ملكان... فقال عنه الألباني في السلسلة: موضوع. وسمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقول: لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت فقال له: اخرج فإن الجمعة لا تحبس عن سفر. رواه البيهقي، وقال الألباني في السلسلة: وهذا إسناد صحيح.
وأما إن كان الخروج بعد الزوال، فإن أهل المذاهب الأربعة على منعه إلا إذا كان ذلك يؤدي إلى فوات رفقة أو ما أشبه ذلك، فإنه يجوز له الخروج.
ولهذا، فإذا كنت تخشى من فوات الامتحان فيجوز لك الخروج بعد الزوال وأحرى قبله، وللمزيد من التفصيل وأقوال أهل العلم نرجو أن تطالع هاتين الفتويين: 43739، 49610.
والله أعلم.