الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسلم يتشرف بالدعوة إلى الله تعالى، وإلى هذا الدين العظيم الذي شرفه الله تعالى بالانتساب إليه والدعوة له، قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت: 33}.
وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، فقال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف: 108}.
فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى على بصيرة، وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. رواه البخاري.
والدعوة إلى الله عز وجل مجالها واسع، وللمرأة المسلمة دور كبير فيها، ولكن دعوة المرأة لها ضوابط يجب العمل بها، وكنا ذكرنا هذه الضوابط من قبل، ولك أن تراجعي فيها فتوانا رقم: 44541.
والدعوة إلى الله لا تبيح ممارسة ما حرمه الله، بل على العكس من ذلك، فإن الداعي مطالب أكثر من غيره بالتزام تطبيق أوامر الله، وأن يكون قدوة حسنة لمن يدعوهم، لا أن تختلط النساء فيها بالرجال، كما يفعل الفساق ومن لا أخلاق لهم، فتخالف أفعال الداعيات أقوالهن، ويعلم المدعوات عدم صدقهن فيما يدعون إليه.
وعليه، فوجود هذا الطالب معكن ولو كان وحيداً لا يسوغ، ويجعل الريبة تتطرق إليكن، فبادرن إلى تجنب رفقته لكنَ.
والله أعلم.