الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام يحب لأتباعه أن يتطهروا وأن يرتفعوا إلى المستوى الذي يحبه الله ولا ينحطوا إلى مرتبة الحيوان، فشرع للمرأة المسلمة الحجاب الذي يصونها ويحفظها من الابتذال ويصون المجتمع من الفساد، فإذا كانت المرأة بحضرة رجال أجانب فيجب عليها أن تلبس حجابها، وإذا كانت عند محارمها أو نسائها فلها أن تلبس ما تشاء من اللباس الساتر لعورتها عندهم وفق الضوابط الشرعية.
هذا الواجب تتلقاه المسلمة المؤمنة كغيره من الواجبات الدينية وتقوم به من تلقاء نفسها على أنه عبادة تثاب عليها وتنال بها رضى ربها ولا تحتاج في الأصل إلى من يأمرها به غيره سبحانه.
وعند تقصير المرأة المسلمة عن هذا الواجب تؤمر به من قبل وليها زوجا أو أبا أو غيره، فالزوج يتوجب عليه أمر زوجته بالحجاب إذا رأى منها تقصيراً بحكم مسؤوليته وقوامته، وأما الطريقة التي يستعملها الزوج مع زوجته فيرجع ذلك إلى تقديره بحسب ما يراه مناسباً، وليستعمل الحكمة في ذلك، قال الله تعالى: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا {البقرة:269}، مع التنبيه إلى ما ذكرناه سابقاً من أن الحجاب إنما هو أمام الرجال الأجانب وليس أمام النساء أو المحارم، وعلى الزوجة طاعة الله سبحانه أولاً في هذا الأمر وطاعة زوجها في المعروف وأن تكون عوناً لزوجها على طاعة الله عز وجل.
نسأل الله أن يصلح هذين الزوجين ويسدد خطاهما في طاعته ويهديهما ويمن عليهما بالذرية الصالحة، ونسأله كذلك للأخت السائلة أن يرزقها بالزوج الصالح وأن يوفق الجميع لطاعته.
والله أعلم.