الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نقول لك إن الدخول على المواقع الخبيثة عبر الإنترنت لا يجوز، وعلى من يفعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحا صادقة.
وننصحك بأن تشغل نفسك بطاعة الله تعالى: من تلاوة القرآن، وتعلم العلم النافع، ومرافقة الصالحين الذين يدلونك على الخير، ويعينونك عليه، والبعد عن رفقاء السوء.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فلا بأس بما قمت به من تهديد هذا الشخص، وأخذ هويته الشخصية والدليل الورقي الذي كان يجمع به أرقام هواتف أشحاص عرفهم عبر الأنترنت. ولا بأس كذلك بما قمت به من الاتصال بوالده شخصيا وإعلامه بحال ابنه. فكل ذلك قد يساعد على إنقاذ هذا الفتى الضائع، وإرجاعه إلى الصواب.
ولكنك قد أخطأت في أخذ هاتفه المحمول، والنقود التي كانت معه، وتدميرك للوثائق التي كان بإمكانك أن تهتدي بها إلى أهله، فتوصل إليهم ممتلكاته.
فهو، وإن كان مرتكبا للمعاصي القبيحة الشنيعة، فإن ذلك لا يبيح أحذ ماله.
أما الآن وقد حدث ما حدث، فقد صارت هذه الممتلكات أمانة بيدك، والواجب عليك إذا، هو الاحتفاظ بها، وأن تجتهد في البحث عن وسيلة للاتصال بصاحبها، وإرسالها إليه. فإن عدمت السبل، وانقطع الأمل في إمكان إيصالها إليه، فلك أن تتصدق بها عنه، وتكتب ذلك في وصيتك، فإن جاء يوما من الدهر في حياتك، أو بعد وفاتك كان له الخيار في إمضاء الصدقة، أو أخذ مثل ما أخذت منه، ويكون لك أنت أجر ما تصدقت به.
وراجع في ما ينبغي أن يفعل من لديه أمانة ولم يجد صاحبها فتوانا رقم: 7390.