الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تحسن الظن بربك وأن تثق به، فإنه لا يعذب من وقف عند حدوده وفعل أوامره واجتنب نواهيه، قال الله تعالى: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا {النساء:31}، وقال أيضاً: وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {الأعراف:43}، أي بسبب عملكم الصالح في الدنيا.
فإن كنت ممن هدى الله قلبه واستقام على أمره تعالى، فليكن رجاؤك في الله أنه لن يعذبك، بل سيرحمك ويرزقك الفردوس الأعلى، فإن الجزاء من جنس العمل، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، وانظر الفتوى رقم: 59303.
ولا تتهاون أبداً في أمر الصلاة، واحرص على أدائها في جماعة، وإن كان ثمة تفريط من قبل، فاعقد العزم على عدم الوقوع فيه مرة أخرى، واعلم أن الخوف من الله ومن عذابه ينبغي أن يكون سبباً لاستقامة الجوارح، ومحفزاً على الاجتهاد في الطاعات، لا مقعداً عن العمل، فإنه بذلك سيتحول إلى وسوسة شيطانية، وانظر الفتوى رقم: 6603، والفتوى رقم: 22947.
وبالنسبة لخوفك غير العادي من السفر، فينبغي أن تستشير فيه أحد المختصين بالطب النفسي أو مراسلة قسم الاستشارات في موقعنا (الشبكة الإسلامية) فعسى أن يكون عند القائمين عليه حلولاً لمثل حالتك.
والله أعلم.