الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة أن يقوم المسلم بصلاة الاستخارة بنفسه ولا ينيب أحداً أو يوكله بذلك. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة... الحديث. رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من التفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6405.
وأما ذهاب أمك إلى الشيخ المذكور فخطأ لا يجوز لها لأن هذا الشيخ حسبما يفهم من السؤال أنه عراف يدعي معرفة علم الغيب أو يدعي له، فإن كان الأمر كذلك فلا يجوز لكم إتيان هذا النوع من الناس أو استشارته، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أصحاب السنن.
أما إذا كان صاحب علم وعقل وخبرة وتجربة فلا مانع من استشارته والأخذ برأيه، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 34147، 38256، 41084.
والذي ننصحك به هو تقوى الله تعالى وعدم السفر إلا بإذن أبويك، ففي الصحيحين وغيرهما أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد مبتغياً الأجر في ذلك عند الله تعالى، فقال له: هل لك من والديك أحد حي؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: وتبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما.
ويتأكد الأمر بالنسبة للوالدة.
وبإمكانك أن تحاول إقناعها بالسماح لك بالسفر وتستعين على ذلك بإخوانك وأقاربك، كما ننصحك بصلاة الاستخارة مرة أخرى، نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويرشدك للخير.
والله أعلم.