الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأمور الوارد تحريمها في الشريعة الإسلامية لا تخلو من حكمة أبداً، ومن أجلِّ الحكم المترتبة على ما ورد فيه أمر أو نهي من الشارع الحكيم، كونها اختباراً لدرجة امتثال المسلم لما أمر به الله تعالى، ويجب اعتقاد أن ترك تلك الأمور هو عين الحكمة ومقتضى المصلحة.
والأوامر الشرعية والنواهي قد لا ينص الشارع فيها على حكمة معينة، فيجتهد العلماء في استنباط بعض الحكم والفوائد منها، وقد يعوزهم ذلك، لكن عدم اطلاعهم على الحكمة لا يعني خلو أوامر الله أو نواهيه منها، قال الشيخ العلوي الشنقيطي في مراقيه:
وربما يعوزنا اطلاع * لكنه ليس به امتناع
وعليه؛ فلا مانع للمسلم من النظر في الأشياء المحرمة من أجل استنباط الحكم في تحريمها، ولكنه قد يهتدي إلى معرفة تلك الحكم وقد لا يهتدي إلى ذلك.
والله أعلم.