الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالبلاء الذي يصيب العبد على قسمين:
الأول: رفعة له في الدرجات وتطهيراً من الذنوب، وذلك إذا كان المصاب مستقيماً على طاعة الله تعالى.
الثاني: عقوبة وزجراً وفضيحة، وذلك إذا كان المصاب عاصياً متمرداً، وما دمت ملتزمة بالصلاة، فنسأل الله جل وعلا أن يجعل ما أصابك رفعة لدرجاتك ومحوا لذنوبك، ونوصيك بالصبر واللجوء إلى الله بالدعاء والمحافظة على الذكر والطاعات، وأما ما يعتريك من الشعور بنزول رائحة منك إذا أردت القيام إلى الصلاة وعدم الشعور بشيء إذا لم تقومي إليها، والمكث ساعة للطهارة والاستعداد لها وعدم الخشوع بعد الدخول فيها، وكذا الشعور بنزول الدم من الفم إذا نويت الصيام وعدم نزوله إذا لم تنوي الصيام، وكذا الوسوسة في سب الله جل جلاله، وما يتبع ذلك مما ذكر في السؤال كل هذا يدل على أن هناك وسوسة واضحة.
وأصبح هذا الإحساس كالحقيقي، لأن الوهم عند الموسوس قد يصبح حقيقة لا ريب فيها عنده، ولو قدر أن ما ذكر حقيقة لا مراء فيها فهو ابتلاء وامتحان من الله جل جلاله، فاصبري واحتسبي، والتزمي بالرقية الشرعية والمحافظة على الصلاة حسب الاستطاعة، لأن ما بك إما سلس ريح إذا كان مستمراً في الوقت بحيث لا ينقطع وقتاً يسع الصلاة، وإما وسواس فتطهري ثم صلي ولا تلتفتي إلى خروج الريح، وكذا صومي ولا تلتفتي لخروج الدم من الفم، وإذا أحسست به فالفظيه واعلمي أنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وأحسني الظن بالله ولا تيأسي من رحمة الله، فإنه لا ييأس منها إلا الكافرون.
ولا بأس بأن تعرضي نفسك على شيخ صالح يرقي الرقية الشرعية أو طبيب نفساني عسى الله أن يكتب إزالة ما تعانين منه على يدي واحد منهما.
وهناك فتاوى مهمة ننصحك بقراءتها والاستفادة منها، وهي بالأرقام التالية: 27048، 25874، 51601.
والله أعلم.