الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة أن تكون القراءة في الأولى أطول من القراءة في الثانية كما ورد في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ {الأحزاب: 21} ويقول صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري وقد ثبت عن أبي قتادة الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين وكان يطول في الأولى وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية. رواه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر: قال الشيخ تقي الدين: كان السبب في ذلك أن النشاط في الأولى يكون أكثر فناسب التخفيف في الثانية حذرا من الملل إلى أن قال: وقال من استحب استواءهما إنما طالت الأولى بدعاء الافتتاح والتعوذ وأما في القراءة فهما سواء، ويدل عليه حديث أبي سعيد عند مسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين في كل ركعة قدر ثلاثين آية
فإطالة الركعة الثانية على الأولى مخالفة لهذه السنة الثابتة، وعلى كل حال فالصلاة صحيحة.
والله أعلم.