الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على الالتزام وأن يبعد عنك الشرور والآثام وأن لا يجعل للشيطان عليك سبيلاً، ولتعلم أن من أعظم الحقوق وأولاها بالرعاية حق الوالدين فطاعتهما من أوجب الواجبات، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، فعليك أن تحسن إليهما وتطيعهما فيما أمراك به ما لم يكن إثماً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
فإذا كانت بنت خالك ذات دين وجمال وقد أمراك بالزواج بها فينبغي أن تطيعهما في ذلك، وعدم رغبتك وميولك إليها قد يكون من الشيطان يريد أن يوقع بينك وبين أهلك وخالك العداوة والبغضاء، فلا تطعه فيما يريد واظفر بذات الدين كما أمرك أبواك وأمرك نبيك صلى الله عليه وسلم في قوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وإن كرهت ذلك الآن: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
أما إذا كانت بنت خالك غير ملتزمة أو هنالك من الأسباب ما يمنع زواجك بها فلتبحث عن ذات الدين ولكن ينبغي أن تستشير والديك فيما تقدم عليه ففي رأيهما بركة، ولا تعدل عنه إلا لمانع شرعي، وما دام لم يتم عقد القران بينك وبين خطيبتك فلتخبرهما بنيتك في خطبتها وتقنعهما بذلك إن كانت ذات دين وخلق، ولتستعن بمن يسمعان نصحه ويقبلان كلامه، فإن أذنا لك وقبلا فأتم الأمر وإلا فلتترك الخطوبة ولتطعهما فيما أمراك به: فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا{الإسراء:23-24}، فقد أمرك بذلك ربك، وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 26708، والفتوى رقم: 3778.
والله أعلم.