الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كان الواجب عليك أن تضعي التقييم الذي ترين أن هذا الطالب يستحقه دون محاباة للدكتور المشرف على رسالته، فإن ذلك من أداء الأمانة التي أمر الله بأدائها، قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {المؤمنون: 8}.
وقال تعالى حكاية عن بنت شعيب في وصف من يستحق المسؤولية: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {القصص: 26}.
وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك.
وعليه، فالواجب عليك الآن التوبة إلى الله، وأن تستدركي خطأك بأن تبيني لرئيس القسم حقيقة الأمر، ومما يعينك على عدم الوقوع في مثل ذلك في المستقبل، أن تراقبي الله وتستشعري خطورة الخيانة والتقصير في حفظ الأمانة ورعايتها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27}.
وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له.
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال: وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً... قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكدوس في النار، والذي نفس أبي هريرة بيده إن قعر جهنم لسبعون خريفاً.
وروى ابن أبي حاتم عن صفوان بن عمرو عن أيفع عن ابن عبد الكلاعي أنه سمعه وهو يعظ الناس يقول: إن لجهنم سبع قناطر قال: والصراط عليهن قال: فيحبس الخلائق عند القنطرة الأولى فيقول: قفوهم إنهم مسؤولون. قال: فيحاسبون على الصلاة ويسألون عنها قال: فيهلك فيها من هلك وينجو من نجا، فإذا بلغوا القنطرة الثانية حوسبوا على الأمانة كيف أدوها وكيف خانوها قال: فيهلك من هلك وينجو من نجا...اهـ نقلاً عن ابن كثير في التفسير.
والله أعلم.