الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الدخول في موضوعك ننصحك بتقوى الله، وأن تتجنبي مخالطة الرجال الأجانب في عملك وفي غيره، وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي، أما بشأن الخطيب المذكور، فإن كنت لا تحسين نحوه بأي مشاعر ولا تطيقين العيش معه، فصارحيه بذلك حتى لا يبقى مخدوعاً بك وحتى يبحث له عن غيرك، ولا يلزمك الاستمرار على الخطبة.
أما هذا المدير، فإنه لا يحل لك التفكير به والتعلق به، ذلك أنه رجل أجنبي عنك، فعليك أن تصرفي تفكيرك عنه وأن تتجنبيه قدر الإمكان وإياك والوقوع في داء العشق الذي يصعب علاجه، وانظري الفتوى رقم: 9360.
فتداركي نفسك قبل الوصول إلى هذه الحالة، فإن تعلق القلب بما ليس في الإمكان الوصول إليه من ضعف العقل وقلة الخبرة بالحياة، فأنت لا تعلمين حقيقة مشاعره نحوك، وهل فكرة الزواج بأخرى واردة عنده أصلاً.
لذا، نرى أن تحاولي الاستمرار مع هذا الخطيب المحب المتدين الحسن الخلق، فإن لم تستطيعي فافسخي خطبتك به، لتتيحي الفرصة لخطيب آخر يحبك وتحبينه، وتجتمعين معه على ما أحل الله.
وفي الختام ننصحك بتقوى الله وتجنب الرجال الأجانب وبوجه خاص هذا المدير، وأن تشغلي نفسك بما ينفعك، وأن تيأسي من هذا الرجل، وإن تطلب الأمر ترك العمل فافعلي لا سيما إذا لم تكوني مضطرة إليه.
وأن تحاولي الاستمرار مع خطيبك، أو تفسخي الخطبة معه، وإذا تقدم لك صاحب دين وخلق تتزوجي به فوراً لتحصني فرجك وتحمي نفسك من مزالق الهوى والشيطان.
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك وأن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.
والله أعلم.