الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المراد بقوله رضي الله عنه: ولينا أشياء لا أدري ما حالي فيها، هو ما تولاه من الولايات على مصر حيث كان والياً عليها في عهد عمر بن الخطاب وبعض خلافة عثمان، ثم وليها أيضاً في خلافة معاوية رضي الله عن الجميع، فكأنه يتهم نفسه في هذه الحالة الثالثة ويرى أنها أقل شأنا من حالته الثانية أيام كان يعايش فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرى أنه لو مات عليها لرجا أن يكون من أهل الجنة.
وأما قوله: فلا تصحبني نائحة. النائحة هي المرأة التي تنوح على الميت إذا ندبته أي بكت عليه وعددت محاسنه كذا في شرح عون المعبود، وأما النار فهي معروفة وقد نهاهم عن هذا لنهي الشارع عنه، وقال النووي في شرح مسلم: في قوله: فلا تصحبني نائحة ولا نار امتثال لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد كره العلماء ذلك فأما النياحة فحرام، وأما اتباع الميت بالنار فمكروه للحديث. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد من الفائدة في الموضوع: 57138، 14964، 20439، 23121.
والله أعلم.