الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحمد الله أولا على أن هداك لمعرفة حقيقة الإسلام وأنه ليس كما يصوره شياطين الإنس في وسائل الإعلام وغيرها . ونحمده أن أنار بصيرتك وبين لك صورة الإسلام الصحيحة.
ونحمده كذلك على أن أنقذك من السفور وألبسك لباس الحياء الذي هو شعبة من الإيمان وخير ما تزينت به النساء ، فهذه نعم من الله منَّ بها عليك ينبغي لك المحافظة عليها، وعليك في الوقت نفسه أن تعلمي ما لوالدك عليك من الحق ، فإن الإسلام قد رفع شأن الوالدين وحقهما حتى إنه لا يقدم على حقهما حقا سوى حق الله سبحانه، فأمر سبحانه بحقهما بعد حقه مباشرة في قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا. {الإسراء : 23}
وقرن شكرهما بشكره في قوله: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ { لقمان :14} ولا يختص هذا البر وهذه الوصايا بالأب الطائع المتدين التقي، لا بل تعم حتى الفاسق والمشرك قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. { لقمان : -15}.
فعليك أن تبري والدك وتطيعيه في كل أمر تستطيعينه ما لم يكن معصية ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وعليك أن تحسني معاملته وتليني له في الكلام وتشعريه بأنك لا تقصدين إحراجه أو مخالفته، ولكن الأمر يتعلق بدين الله.
وعليك دعوته للهداية التي من الله بها عليك لعل الله أن يكتب له الهداية على يديك.
والله أعلم