الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويفرج كربك، وأن يعينك على ما أنت فيه، إنه نعم المولى ونعم النصير.
ثم اعلمي بارك الله فيك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وشأن المؤمن فيها الصبر على ما يصيبه من أقدار فينال بذلك غفران الزلات ورفع الدرجات، واسمعي ربك جل شأنه يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.
وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد البلاء، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يعيش على الأرض ما عليه خطيئة. رواه أحمد وصححه الألباني.
فالزمي أختاه الصبر واعلمي أن مع العسر يسرا، وأن بعد الظلمة ضياء، هذا فيما يتعلق بنصيحتنا لك نحو هذه الهموم، أما فيما يتعلق بحال هذا الزوج، فالواجب عليه الكف في الحال، ثم التوبة والاستغفار فيما يسببه لك من أذية، وليعلم أن الله تعالى سائله عن ذلك، وأطلعيه على جواب لنا برقم: 69.
أما أنت فاجتهدي في نصح هذا الزوج ووسطي أقاربه وأهل العلم من بلده في أن يكف عن تلك الأمور، فإن تاب وغير من طبعه وعاملك معاملة حسنة ولم يفضل عليك ضرتك فاحمدي ربك على صلاح الأحوال، وإن لم يقبل النصح وبقي على ما هو عليه من التعامل فلا جناح عليك في طلب الطلاق منه.
على أننا نرى أن توازني بين مفسدة ما تعانيه من العناء معه ومفسدة الطلاق وعواقبه، ثم إذا رأيت أن مفسدة الطلاق ورجوعك إلى البيئة السابقة أعظم مفسدة فلتتحملي مفسدة أذى الزوج وكلامه، نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.