الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي الاستعجال في أمر الطلاق من أول وهلة ما دام الأمر قابلا للحل بالطرق الشرعية، ومن هنا ننصحك بالتفاهم مع أهل زوجتك، والنظر بجد في الأسباب التي جعلتهم يسعون للتفريق بينك وبين زوجتك.
فإن استطعت حلها عن طريق الحوار، أو مشاركة العقلاء من أهلكما؛ فهذا أمر طيب، واحمد ربك على عظيم فضله.
فإن لم يستجيبوا، فلا شك أنهم آثمون؛ لسعيهم للإفساد بينك وبين زوجتك، وهذا من أعظم المحرمات، وهو من عمل الشياطين. ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما فعلت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته؛ فيدنيه منه ويقول: نعم، أنت؛ فيلتزمه.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أحمد.
وما دام حال أهل زوجتك كذلك، فلك أن تمنع زوجتك من الذهاب إليهم، والواجب عليها أن تطيعك ولا تستمع إلى ما يقوله أهلها بشأنك، وذلك لأن طاعتك مقدمة عند التعارض على طاعة الأبوين، وراجع الفتوى: 49601.
فإن استقرت على هذا الحال، فلا إشكال، وأن أبت المرأة إلا المضي فيما يطلبه أهلها فهي ناشز، وراجع حكم النشوز في الفتوى: 9904.
والله أعلم.