الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحياة معناها معروف لغة وهي ضد الموت، والحي ضد الميت، والحياة بهذا المعنى موجودة في كل الأحياء وحتى في الأجسام النامية وفي الأرض المعمورة..
ولكن الحياة الحقيقية هي الحياة الأخروية أو لمن عمل لها، وأما غير ذلك فهو ميت وإن كان حياً فيما يبدو، كما قال الله تعالى: وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ {العنكبوت:64}، وقال تعالى فيمن كان ميتا بالكفر فأحياه الله بالإيمان: أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا {الأنعام:122}، قال أهل التفسير: أو من كان ميتاً بالكفر والجهل وهوى النفس... فأحياه الله تعالى بنور الإيمان والعلم والمعرفة... كمن مثله في ظلمات الكفر والجهل وعمى القلب... أهذا وهذا سواء؟.
ولهذا فالحياة الحقيقية التي لها معنى هي الحياة بالإسلام والإيمان... الذي تزكو به النفوس وتطمئن به القلوب وتسعد به البشرية في هذه الحياة وبعد الممات، وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 61968، والفتوى رقم: 54640.
والله أعلم.