الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله تعالى لهذه الأم الهداية ولأخويك الرحمة، ثم اعلم أن السؤال غير واضح كما ينبغي، ولكن نقول لك: إن الذي يتوجب عليك تجاه هذه الأم هو نصحها في ترك هذه المعاصي والتوبة منها قبل أن يأتيها الموت وهي مصرة على تلك المآثم، وليكن نصحك لها بأدب وبأسلوب لين، وذلك لما لها من عظيم الحق عليك، فالنصيحة حق لكل مسلم على أخيه المسلم ويتأكد ذلك مع القرابات، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فإن استجابت هذه الأم فاحمد ربك على هدايتها، وأن أبت إلا السير في طريق الحرام، فلا يلزمك نحوها إلا الدعاء لها بالهداية قال صاحب رد المختار: إذا رأى منكراً من والديه يأمرهما مرة فإن قبلا فبها وإن كرها سكت عنهما واشتغل بالدعاء لهما والاستغفار لهما فإن الله تعالى يكفيه من أمرهما. هـ
هذا بالنسبة لك أنت.
أما أبوك، فالواجب عليه أن يمنع زوجته من اقتراف هذه المحرمات وإلا كان آثماً لتفريطه في عدم إلزام زوجته بترك تلك المنكرات، وذلك لعظم المسؤولية التي وكلت إليه نحوها، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6}.
وفي الحديث الصحيح: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. متفق عليه.
والله أعلم.