الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على حديث بهذا اللفظ أو المعنى، ويستبعد أن يكون هذا حديثا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن العرش ليس وراءه خلق كما قال ابن حزم في الفيصل: فصح أنه ليس وراء العرش خلق، وأنه نهاية جرم المخلوقات الذي ليس خلفه خلاء ولا ملاء.. ولا شك أن علو الهمة من أعظم وسائل الارتفاع بصاحبه إلى أعلى الدرجات، وأن انحطاطها من أعظم وسائل الانحطاط إلى أسفل الدركات كما يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين: ولله الهمم ما أعجب شأنها وأشد تفاوتها.. والعامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة المرء ما يطلبه، وخاصة الخاصة تقول: قيمة المرء على مطلوبه. ومتى صحت النية وعلت الهمة ارتفع صاحبها فإن سقوطها ودناءتها من علتها وسقمها، فعلو همة المرء عنوان فلاحه، وسفول همته عنوان حرمانه.
ولهذا ينبغي للمسلم أن يكون صاحب همة عالية يتطلع إلى الأعلى دائما لنفسه ولمجتمعه وأمته، فقد كان أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يتطلع إلى الأعلى دائما، فلما وصل إلى الخلافة أصبح يتطلع إلى الجنة، فقال رحمه الله: إن لي نفسا تواقة كلما نالت مرتبة تاقت إلى أعلى منها حتى نالت الخلافة، وإنني الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها.
والله أعلم.