الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 8103 أن الصيغة التي تعتبر هي أصح صيغ التشهد هي ما رواه ابن مسعود وذلك لقوة سندها وكثرة من رواها، قال ابن القيم في بدائع الفوائد: وعادتهم (يعني العرب) إذا دخلوا على ملوكهم أن يحيوهم بما يليق بهم وتلك التحية تعظيم لهم وثناء عليهم، والله أحق بالتعظيم والثناء من كل أحد من خلقه، فجمع العبد في قوله: التحيات والصلوات والطيبات أنواع الثناء على الله، وأخبر أن ذلك له وصفا وملكا، وكذلك الصلوات كلها لله فهو الذي يصلي له وحده لا لغيره، وكذلك الطيبات كلها من الكلمات والأفعال كلها له، فكلماته طيبات وأفعاله كذلك، وهو طيب لا يصعد إليه إلا طيب... إلى أن قال: والصلاة مشتملة على عمل صالح وكلم طيب، والكلم الطيب إليه يصعد والعمل الصالح يرفعه فناسب ذكر هذا عند انتهاء الصلاة وقت رفعها إلى الله تعالى، ولما أتى بهذا الثناء على الله ألفت إلى شأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي حصل هذا الخير على يديه فسلم عليه أتم سلام، ثم انتقل إلى السلام على نفسه وعلى سائر عباد الله الصالحين، ثم ختم المقام بعقد الإسلام وهو التشهد بشهادة الحق التي هي أول الأمر وآخره. انتهى بحذف قليل.
والله أعلم.