الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الشاب قد تاب من ماضيه السيء والتزم بأوامر الدين واجتنب نواهيه وابتعد عن مواطن السوء وأهله وأبدلهم بالطاعات وأهل الفضل والصلاح فلا مانع من قبوله زوجاً بل ذلك أمر محمود، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
وينبغي أن تستخيري لله تعالى وتشاوري العقلاء من أهلك، ثم تفعلي ما تطمئن إليه نفسك، أما ما ذكرت من كونه من عائلة غير ملتزمة أو أنه أمه غير مستقيمة فهذه الأمور وإن كانت غير طيبة في نفسها إلا أنها لا تنقص من قيمة هذا الشاب، وذلك أن انحراف أسرته وعدم استقامتها ليس مسؤولاً عنه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، نعم عليه أن ينصح أمه ويعظها ويدعوها إلى ترك المعاصي فإن استجابت فذاك وإلا فلا يلحقه بذلك إثم ولا عار.
ولك أن تشترطي عليه أن يسكنك في سكن مستقل بك، أما مسألة التدخين فهذه معصية نرجو أن يتركها في المستقبل وذلك بدوام نصحك له وتبيين مخاطرها الصحية ثم بتأثير رفقته الطيبة الصالحة، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.